محاسبة التكاليف و دورها في تسيير المؤسسات الصغيرة و المتوسطة - دراسة حالة (ملبنتي سيدي خالد بتيارت - و البهجة - السوقر)

Abstract

ليست محاسبة التكاليف وليدة اليوم بل امتدت جذورها عبر التاريخ إلى القرن الرابع عشر ميلادي، اذ تطورت عبر مراحل تاريخية تميزت بظروف إقتصادية و إجتماعية و كذا ثقافية أثرت فيها سواءا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة اكتسبت محاسبة التكاليف أهمية كبرى من حيث المفهوم و التطبيق. اكتسبت محاسبة التكاليف أهمية كبرى في الوقت الراهن كأداة للتسيير في مختلف المؤسسات الإقتصادية في أغلب دول العالم على اختلاف الأنماط الإقتصادية المنتهجة فيها، وقد ساعدها على الإستمرار و الإنتشار انفتاحها على مختلف أساليب التحليل العلمي النظرية منها و التطبيقية، و التي أوجدت معطيات جديدة لواقع الإقتصاد الحالي الذي ألقى بضغوطات شديدة و مستمرة على المؤسسات الإقتصادية من كل الجوانب:الإقتصادية، القانونية، الإجتماعية، الثقافية، لاسيما الصغيرة و المتوسطة منها، و ذلك بسبب إمكانياتها المحدودة و قلة رأس مالها و ضعف مصادر تمويلها، لهذه الأسباب وجد مسيرو هذا النوع من المؤسسات أنفسهم أمام تحديات كبيرة تمثلت في البحث عن تطوير أساليب التسيير و تبني أدوات رقابية قادرة على ترقية الأداء و تحسينه للوصول إلى تحقيق الأهداف المنشودة من خلال اتخاذ القرارات الصائبة الكفيلة بمعالجة المشاكل التسييرية الناجمة عن هذا الوسط المعقد و المتذبذب الذي أصبحت فيه عملية التقدير و التوقع صعبة المنال. لقد ساهمت محاسبة التكاليف بمفهومها الحديث المعتمد على تبني التقنيات الحديثة في مجال البحوث العلمية في تسهيل عملية التسيير و تذليل ما كان يعترضها من صعوبات و ذلك من خلال تحليل المعطيات و معالجة البيانات باستخدام كل ما هو جدير في برمجيات الإعلام الآلي المعدة لهذا الغرض، الشيء الذي جعلها- محاسبة التكاليف- أداة مهمة لا غنى للمسير الناجح في اعتمادها. لقد اصبح للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة أهمية كبرى في النسيج الإقتصادي لكثير من دول العالم سواء المتطورة منها أو السائرة في طريق النمو، و ذلك بسبب ما امتازت به من مواصفات منها ما هو تنظيمي كسهولة اجراءات تأسيسها و بساطة متطلبات تكوينها نتيجة قلة رأس مالها و محدودية العمالة فيها، و منها ما هو إداري كبساطة هيكلها الإداري، و منها ما هو فني و تكنولوجي إذ تعتمد على الأيدي العاملة أكثر من غعتمادها على التكنولوجيا المتطورة و المعقدة، لهذه الأسباب و غيرها جعل من محاسبة التكاليف أداة ملائمة و فعالة في تسييرها، لاسيما و أن التسيير المحكم للمؤسسات في ظل واقع إقتصادي غير مستقر يتوقف إلى حد كبير على كيفية ترشيد استعمال عناصر الإنتاج بما يسمح بتخفيض النفقات و تحسين نوعية المخرجات قصد تلبية رغبات المستهلكين، المتزايدة و المتنامية في ظل التطور الكبير الذي أصبح يتميز به الواقع الإقتصادي الراهن في جميع مناحي الحياة، و من هنا أصبح لزاما على مسيري المؤسسات إدراج محاسبة التكاليف بمفهومها الحديث الذي إكتسبته نتيجة قابليتها للتأقلم مع التطورات التي عرفتها المنظومة الإقتصادية بسبب الغولمة كأداة ضرورية في بناء إستراتيجية محكمة للنهوض بوتيرة التنمية في مؤسساتهم، و بالتالي إعطاء دفعة قوية لعجلة التنمية في الإقتصاد الوطني.