التكوين المهني وسوق العمل في الجزائر تلمسان أنموذجا

Abstract

تعتبر مرحلة الانتقال من التكوين المهني إلى سوق العمل كإحدى المشاكل الكبرى التي تعاني منها الجزائر منذ سنوات الثمانينيات ولاتزال إشكالية الإدماج أو العلاقة تكوين مهني/تشغيل تفرض نفسها كتساؤل رئيسي خاصة في ظل التناقض الدائم بين مؤسسات التكوين المهني وسوق العمل، في صورة اللاتكامل بين العرض والطلب. تهدف هذه الدراسة إلى محاولة إبراز راهن العلاقة بين التكوين المهني وسوق العمل وفق مقاربة سوسيولوجية، استنادا على دراسة ميدانية في(6) مراكز للتكوين المهني والتمهين بولاية تلمسان إضافة إلى تسليط الضوء على التحولات السوسيو – اقتصادية التي عرفتها الجزائر وأثرها على سوق العمل وذلك بالتركيز على أهم المتغيرات التي تأثر وتتحكم بشكل كبير في منظومتي العرض والطلب على التكوين في الجزائر. توصلت الدراسة إلى أن الطلب على التكوين لم يعد خاضع للشروط الموضوعية (عروض التكوين)، كما لم تعد العلاقة بين التكوين المهني وسوق العمل ذات الطابع الآلي بل اتخذت أشكالا عدة إما من جانب التكوين المهني الذي لازال يعاني من تراجع قيمته الاجتماعية والاقتصادية، أو من جهة سوق العمل الذي يعاني من انعدام المعايير والقوانين التي تضبطه في ظل سيطرة مبدأ القوة (السلطة، والوراثة) والتراتبية الاجتماعية على مبدأ التعيين، الوضع الذي أدى إلى وجود علاقة عكسية بين التكوين المهني وسوق الشغل أدت إلى تعميق رقعة الأسواق الموازية الغير منتجة والتي لا تعترف بالشهادة وتهمل هذا المعيار رغم أن هذه السوق تحتوي شريحة كبيرة من أفرد المجتمع ذوي قوة عمل فزيولوجية إضافة إلى قوة عمل ذهنية.