الواقع الثقافي لمنطقة تلمسان في الفترة الاستعمارية 1900-1954

Abstract

عرفت منطقة تلمسان واقعا ثقافيا عرف انبعاثا في الفترة الممتدة من1900م إلى1954م،من خلال الدور الذي أدته المؤسسات التعليمية، التي كانت منتشرة في منطقة تلمسان فكان التعليم في المساجد والمدارس القرآنية والزوايا صمام الأمان للحافظ على الهوية الجزائرية الإسلامية العربية،بالإضافة إلى المؤسسات التعليمية الفرنسية رغم الهدف الاستعماري الذي أنشئت من أجله، وهو تكوين جزائريين تابعين ثقافيا لها لخدمة مصالحها،إلا إنها لم تنجح في سلب هويَّتهم، بل تخرَّج منها الكثير من النخب الوطنية التي ساهمت في توعية وخدمة الجزائريين، ومن هنا كان لهذه المؤسسات التعليمية دور في تكوين نخبة مزدوجة الثقافة لها فاعلية في الكثير من المجالات، حيث برز نشاطها داخل الجمعيات والنوادي، وإقامة العروض المسرحية التوعوية الهادفة، كما تواصل ذلك التكوين الثقافي من خلال الجرائد التي انتشرت بمنطقه تلمسان منها العربية ومنها الفرنسية، أدت إلى الانفتاح على العالم وما يقع فيه من أحداث، أضف إليها وجود مكتبات عمومية وخاصة لعائلات تلمسانية هي الأخرى كان لها مفعول في عملية التكوين الثقافي، كما كانت تلمسان منطقة وَجَدَت فيها التيارات الوطنية الجزائرية والهيئات الطلابية والكشفية الأرضية المناسبة للنشاط الثقافي بها، كتأسيس المدارس وتكوين المعلمين وتوزيع وإصدار الصحف بها، بالإضافة إلى العروض المسرحية والخرجات الميدانية ذات الطابع الثقافي. هذا الواقع الثقافي المتنوع أدى إلى إنتاج بيئة ثقافية ستكون المحرك لتكوين نخبة جزائرية ذات وعي وطني ستعمل على التخلص من مظاهر الاستعمار.