الأسس التاريخية والمنطلقات الفكرية للنخبة الجزائرية ودورها في الحركة الوطنية 1919-1954

Abstract

يعتبر العلم بمثابة العمود الفقري لتقدم أو تأخرالأمم، هذا في حالة السلم والاستقرار فما بال ذلك عندما تكون الدولةخاضعة لسيطرة قوى استعماريةكما هو حال الجزائر التي تعرضت للاستعمارالفرنسي منذ 1830. ركزالاستعمار الفرنسي منذ ولوجه أرض الوطن على قضيةطمس الهوية الوطنية والقضاء على التعليم والعمل على استبدال التعليم العربيالحر بالتعليم الفرنسي لقطع الطريق أمام تكِوٌن نخبجزائريةقادرة علىتأطير المجتمعالجزائري والدفع به إلى المطالبة باسترجاع حريته المسلوبة، ولكن رغم هذا التضييقالممارس من طرف السلطة الاستعماريةإلا أنالنخبة الجزائرية استطاعت أن تلعب دورا كبيرا في بلورة الوعي الوطني من خلال تبنيبرامج مرحلية تطورت من مطالبإصلاحية إلىاستقلالية عن طريق تأسيس تيارات وطنية(حزب الإخاء الجزائري ،الاتحادالديمقراطي للبيان الجزائري، جمعية العلماء المسلمين، الحركة من أجل الانتصارللحريات الديمقراطية)، وصولا إلى اختيار العمل المسلح كوسيلة للتخلص من هذاالاستعمار في نوفمبر 1954. نستخلصأن النخبة الجزائرية باختلاف إيديولوجياتها اقتنعت بأن لا مجال لتسوية القضيةالوطنية (الاستقلال) سوىبانتهاجالعمل المسلح (جبهة التحرير الوطني)كخيار للتخلص من الاستعمار الفرنسي، ومن هذاالمنطلق كان لها دورا محوريا في الحركة الوطنية الجزائرية من 1919 إلى 1954.