ظاهرة الأقليّات في البوسنة و الهرسك

Abstract

تعتبر ظاهرة الأقليات، التي هي عبارة عن مجموعات وطنية غير مسيطرة، ومختلفة عن الأغلبية من حيث الجنس أو الدين أو اللغة أو الثقافة، مع إدراك كلا الطرفين بذلك الاختلاف. تعتبر ظاهرةً فائقة الحساسية، وقد حظيت بأهمية خاصة من قِبل العديد من الباحثين منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، إلا أن تضاعف اهتمام الدّول بظاهرة الأقّليات بشتى تصنيفاتها تزامن وحلول النظام الدولي الجديد الأحادي القطبية، حيث أصبحت تعتبر هذه الظاهرة من العوامل المهددة لسلامة ووحدة الدول واستقرارها، والمربكة للنظام الدولي، وبالتالي لم تعد مسألة الأقليات مرتبطة بالشؤون الداخلية للدول، لتتجاوزها وتصبح تتعلق بالنظام الدولي ككل. وتكمن خطورة ظاهرة تعدد الأقليات داخل الدول، في عدم الاستقرار السياسي الذي تحدثه، فالبوسنة والهرسك عرفت حربا أهلية وإقليمية دامية عقب الحرب الباردة بسبب تضارب مصالح أقلياتها، وبالتالي اختلاف في مطالبها بين مؤيد، ورافض لاستمرار الوحدة البوسنية.