Veuillez utiliser cette adresse pour citer ce document : http://dspace1.univ-tlemcen.dz/handle/112/3067
Titre: القرآن الكريم في دراسات المستشرقين -قراءة في وحدة المرسل و الرسالة
Auteur(s): Otmani,Abd elmalek
Date de publication: 2012
Résumé: إن رسالة الإسلام ، ما هي في الحقيقة إلا امتداد للرسائل التي خلت من قبله ، و قد شاءت حكمة الله عز و جل من خلالها هداية البشر ، إلى ما فيه صلاحهم في الدنيا و الآخرة. قال تعالى: «¯يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير و لا نذير فقد جاءكم بشير و نذير و الله على كل شيء قدير¯». و لما كانت تلك الرسائل خاصة بتلك الأقوام ، كان أن نزلت بعلم الله تبارك و تعالى معززة بمعجزات تتلاءم و ما كان شائعا فيها ؛ ذلك أنها لو كانت على خلاف ما كان يتعاطاه هؤلاء الناس ، لما كان هناك سبيل إلى الحجة و الإقناع بجوهر هذه الرسائل الربانية. فقد عرف قوم موسى (عليه السلام) بظاهرة السحر و الشعوذة ، فكانت معجزته الغالبة العصا ، التي تبهر السحرة بمقدرة و عظمة الخالق بما لم يخطر ببال مخلوق ، مهما بلغ علمه و سلطانه و جبروته. و أما قوم عيسى (عليه السلام) ، فقد عرفوا بميلهم إلى الإيمان بالخوارق في الطب و علم التنجيم ، فكانت معجزته إبراء الأكمه ، و الأعمى ، و الأبرص.. بإذن ربه. و هكذا كانت رسالات الرسل (عليهم أفضل الصلوات و التسليم) رسالات خاصة مؤيدة بمعجزات ربانية ، تتناسب مع تداعيات تلك العصور ، و ما كان شائعا فيه من الظواهر الغريبة. و كل ذلك إنما كان بغرض مجاراة هؤلاء الضالين من الأقوام ، و إعجازهم بقدرة الله و عظمته ، و ذلك بغرض هداية الناس إلى الطريق الحق ، و الإيمان بالله تبارك و تعالى كإله واحد لا شريك له في خلقه ، و تدبير شؤون عباده ، و تسخير الكون بما وسع لصالح مخلوقاته. إن القرآن الكريم هو كلام الله المعجز ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه ، و قد أنزله عز و جل على سيد الخلق أجمعين محمد (صلى الله عليه و سلم) ، ليكون نورا و هدى للناس أجمعين ، و هو«ألفاظ إذا اشتدت فأمواج البحار الزاخرة ، و إذا هي لانت فأنفاس الحياة الآخرة ، و معان بينة هي عذوبة ترويك من ماء البيان ، و ورقة تستروح منها نسيم الجنان ؛ إذا هي بعد ذلك أطباق السحاب. توهموا ما توهموا ، فلما أنزل الله كتابه قالوا هو السحر المبين.». قال تبارك و تعالى: «¯أفلا يتدبرون القرآن و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا¯». إن الإعجاز في القرآن الكريم لا يكمن في جانب دون آخر ؛ بل إنه إعجاز كامل شامل في جمال الألفاظ و روعة الأسلوب ، و فيما يحمله هذا الكتاب من أخبار الغيب و الحقائق العلمية ، و التي لم يكشف العلم سوى جزءا ضئيلا منها ، و بقي حائرا في بعضها الآخر، و سوف يظل ، و كيف لا و هو من لدن علام الغيوب؟! ، و بذلك فقد استحوذ على القلوب ، و استلذته الأنفس ، فآمن به الناس عربا و عجما.
URI/URL: http://dspace.univ-tlemcen.dz/handle/112/3067
Collection(s) :Doctorat Arabe

Fichier(s) constituant ce document :
Fichier Description TailleFormat 
othmani-abdelmalek.pdf27,46 MBAdobe PDFVoir/Ouvrir


Tous les documents dans DSpace sont protégés par copyright, avec tous droits réservés.