المؤثرات الحضارية الاندلسية على الهوية الثقافية في الجزائر تلمسان نموذجا

Abstract

لم يظفر التاريخ و الحضارة الاسلامية في الاندلس عامة و المغرب على وجه خاص (تلمسان) بما يستحقانه من عناية الباحثين، وساعد على ذلك قلة ما كان يعرفه العالم الاسلامي و الاوروبي حتى طليعة القرن التاسع عشر من تاريخ الاسلام و حضارته في الاندلس، و كانت معرفتهم به لا تعدو صورة باهتة شاحبة ، لا تمثل حقيقته بحال من الاحوال ، و كان جل من كتب في تاريخ الاندلس من الفرنسيين او الاسبان رجالا متعصبين لدينهم ، لم ينصفوا الاسلام في الاسلام في الاندلس دوره الرائع الذي قام به في العصر الوسيط، اما من بحث منهم في التراث الفني الذي خلفه المسلمون في هذه البلاد ، و نقصد به ما تبقى لهم من آثار سواء كانت آثارا معمارية ام زخرفية، فقد نسبوا معظمها الى الرومان او القوط الغربيين ، من أمثال هؤلاء رودريجوكارو ، و المؤرخ الإشبيلي الرنسومورجادو، وبايستروس، وقد انكر هؤلاء نسبة معظم هذه الروائع الى المسلمين ، و كأنهم استكثروا عليهم ان يبدعوا مثل هذه الروائع الفنية. ثم إن معظم هذه الكتابات كانت تختلط فيها الحقيقة بالخيال ، اذ كانت تعتمد على القصص و الروايات التي توارثها القوم ، و تواترت على السنة الناس جيلا بعد جيل ، بل إن الآثار الاسلامية الباقية في الاندلس بما تتسم به من جمال فنّي و ما يحيط بها من اسرار و غموض ، كانت تساعد على تأليف موضوعات شيقة لمثل هذه القصص و الاساطير . ثم بدأت خيوط و اضواء التاريخ تبدد شيئا فشيئا ذلك الظلام الحالك الذي احاط بتاريخ المسلمين في الاندلس ، و تكشفت حقائق كانت خافية بفضل جهود كثير من المستشرقين.