جدلية الذكورة والأنوثة في العائلة التقليدية الجزائرية مقاربة انثروبولوجية - منطقة تبسة نموذجا

Abstract

نسعى من خلال هذا البحث الموسوم بــــ"جدلية الذكورة والأنوثة في العائلة التقليدية الجزائرية. مقاربة انثروبولوجية. منطقة تبسة نموذجا"، إلى الخوض في دراسة العائلة التقليدية، انطلاقا من ثنائية الذكورة والأنوثة، هذه الثنائية التي ارتبطت بصميم العلاقات داخل العائلة وما ينتج عنها من قرابة، وما تلعبه في ضمان واستقرار واستمرار النظام العائلي وهو دور لا يقل أهمية عن دور العائلة في تجسيد ودعم النظام الاجتماعي الأكبر (المجتمع). اعتمدنا على هذه الثنائية الذكورة/الأنوثة لاكتشاف كل أبعاد الحياة العائلية من إنتاجها المادي البسيط إلى نسق تفكيرها ومنظومة حياتها، بوصفها مفتاحا لأبواب العائلة ومنفذا للولوج إلى عمق المجتمع المحلي لاستجلاء خصوصياته وفهم منطقه الداخلي. لنخلص أن العائلة التقليدية المحلية، والتي تميزت بسيادة نموذج أبوي مرتبط بذهنية تستند على أعراف وتقاليد عريقة، حددت علاقة كل من الرجل والمرأة ومكانة ودور كل منهما في العائلة والمجتمع. هذه العلاقة التي تحكمت في إنتاجها مجموعة من الثنائيات التي ترسخت في المخيال الجمعي وأضحت آلية من آليات التفكير بطريقة لا واعية نتيجة تراكمات تاريخية ودينية اعتبرت الذكر أفضل من الأنثى. وبالرغم من التحولات التي فرضها التحديث في المجتمع المحلي والتي كان لها آثار جوهرية خاصة على مستوى لبنته الأساسية العائلة، إلا أن علاقة الرجل بالمرأة مازالت خاضعة للقواعد والمعايير الاجتماعية التقليدية لارتكازها على البنية التحتية العميقة للمجتمع، والتي تتجلى خصوصا في مجال المعتقدات الدينية وهي البنية الأكثر صلابة، واشد بطئا في التحول.