التمويل الاصغر الاسلامي و دوره في تحقيق التنمية الاقتصادية و الاجتماعية مؤسسات الزكاة و الاوقاف نموذجا دراسة حالة التجربة الجزائرية

Abstract

لقد أصبح التمويل الأصغر الإسلامي توجها دوليا سائدا في العقود الأخيرة، وعليه فقد بات من الواجب و خصوصا بالنسبة للمجتمعات الإسلامية تركيز الجهود لبناء منظومة متكاملة له، خاصة إذا علمنا أن منطلقات هذه الصناعة إنما هي في الأساس منطلقات و أسس التمويل الإسلامي، و يعتمد التمويل الأصغر الإسلامي على عدة مصادر من بينها ، أموال الوقف والزكاة إذ أن من بين القضايا المستجدة في مجال الإقتصاد الإسلامي هو كيفية إستثمار هذه الأموال كأداة لتحقيق التنمية الإجتماعية و الإقتصادية من خلال القضاء على الفقر و البطالة. ونحاول في هذه الدراسة إدراج مختلف المفاهيم حول التمويل الأصغر الإسلامي ومختلف صيغه المعتمدة على أموال الوقف و الزكاة ،لذا سنحاول القاء الضوء على المسار التاريخي للأملاك الوقفية في الجزائر ، بالإضافة الى خصوصية وضع الأوقاف في الجزائر و مختلف الأساليب الشرعية التي يتم من خلالها إستغلال الأوقاف واستثمارها ،وكذلك آفاق الاستثمار الوقفي في الجزائر، و مدى الاستفادة من التجارب الدولية المختلفة في هذا المجال واسقاطها على الجزائر والآثار المتوقعة لذلك على التنمية الاقتصادية و الاجتماعية من زيادة معدل التشغيل و تخفيض نسبة البطالة عبر تمويل المشاريع المصغرة بأموال الوقف وزيادة الناتج القومي . ومن جهة اخرى سنحاول القاء الضوء على مفهوم الزكاة وحكمها و الحكمة من مشروعيتها ، وحكم مانعها ، و الاموال التي تجب فيها الزكاة و مصارفها وشروطها، كما سنتطرق الى مدى الاستفادة من التجارب الدولية المختلفة في هذا المجال واسقاطها على الجزائر والآثار المتوقعة لذلك على التنمية الاقتصادية و الاجتماعية من زيادة معدل التشغيل و تخفيض نسبة البطالة عبر تمويل المشاريع المصغرة بأموال الزكاة، ودراسة مستوى الزكاة الجزائرية المفترضة و مدى اسهامها لو تم حقيقة تحصيلها من تغيير العديد من المتغيرات الاقتصادية.